في ظل إهمال متعمد من الاحتلال.. كورونا يوحد جهود المقدسيين
جمان أبو عرفة-القدس المحتلة
مع وصول فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى مدينة القدس المحتلة ازداد تعري انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدينة وأهلها الذين واجهوا منذ احتلال شرقها عام 1967 تهميشا مستمرا لقطاعات الصحة والتعليم والاقتصاد وغيرها من القطاعات.
ويعيش أكثر من 360 ألف مقدسي قلقا كبيرا تجاه ما ستؤول إليه الأحوال في مدينتهم بعد تعليق التعليم والحركة التجارية وإغلاق دور العبادة، وترهل المنظومة الصحية أمام الوباء.
ويؤكد المدير الطبي لمستشفى مار يوسف في القدس ماهر ديب أن أعداد المصابين المقدسيين المعلن عنهم لا تقارب الحقيقة، مشيرا في حديث مع الجزيرة نت إلى أن الأعداد أكبر مما أعلن عنه، بسبب تقصير وزارة الصحة الإسرائيلية في إجراء الفحوصات والمسح الميداني شرق القدس، ومنع السلطة الفلسطينية من أي تدخل فعلي في المدينة.
ويضيف ديب أن الحجر الصحي المنزلي غير متاح لنسبة كبيرة من المقدسيين بسبب الكثافة السكانية، حيث يبلغ معدلها 7.3 أشخاص لكل غرفة سكن واحدة، مما يدق ناقوس الخطر، في ظل توقعات بتفش كبير لكورونا بالأسابيع المقبلة.
اتحاد أكثر من 80 مؤسسة
وفي ظل هذه الظروف والتوقعات، قرر المقدسيون طمأنة مخاوفهم بأنفسهم وإدارة الأزمة بعيدا عن التباكي وشح الإمكانات، فأطلقوا منذ الـ13 من الشهر الماضي “التجمع المقدسي لمواجهة كورونا” بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني في القدس، حيث تتحد اليوم تحت لوائه 81 مؤسسة مقدسية أعادت الذاكرة إلى ما قبل احتلال المدينة.
ويقول منسق “التجمع المقدسي لمواجهة كورونا” أحمد البديري للجزيرة نت إن التجمع حقق السيادة للمقدسيين بالخدمات التي يقدمها وبالوحدة التي حققها، حيث يضم مؤسسات اختلفت في مشاربها وألوانها واتفقت على مأرب واحد هو حماية القدس وتعزيز صمودها في مواجهة جائحة كورونا.
ويتكون التجمع المقدسي من أربعة أذرع، هي ذراع مدراء المؤسسات المشاركة للقيام بعملية الإشراف والتوجيه، وذراع المتطوعين الذين يستقطبهم التجمع ويتيح لهم تسجيل بياناتهم عبر تطبيق خاص، وذراع الاتصالات الذي وفر خطا ساخنا باللغة العربية لتوفير خدمات واستشارات نفسية وصحية وتعليمية وقانونية بالمجان.
وإضافة إلى طاقم المختصين في المجالات الآنفة الذين وحدوا جهودهم ضمن الملتقى، انضمت وحدة مختصة بتكنولوجيا المعلومات والإعلام التي ابتكرت تطبيقات للتواصل بين أجزاء التجمع نفسه، وبين التجمع والمتطوعين والمواطنين.
كما أطلقت صفحة عبر فيسبوك ذات مهمة توعوية وإرشادية تظهر فيها وجوه مقدسية معروفة في شتى المجالات عبر بث مباشر أو تصاميم وعبارات جاذبة.
ومثلما عمل التجمع على محاربة الشائعات بنشر الوعي حارب مطلقيها باستخدام سلاح العائلات، حيث يتواصل مع عائلة مطلق الشائعة لردعه، مما خفض مستوى الشائعات فعلا.
وأضاف البديري أن التجمع وجه نداء لتجار القدس بعدم الاحتكار ورفع الأسعار، الأمر الذي لقي تجاوبا فعليا.
وفي اتحاد مشترك بين التجمع ومشافي القدس نصبت خيام طبية ملاصقة لمستشفى المطلع ومار يوسف لاستقبال المرضى وفرزهم قبل الدخول إلى المستشفى، إضافة إلى خيمة أسفل مستشفى الفرنساوي لاستقبال حالات الولادة في ذروة الأزمة.وكحل لمشكلة الحجر الصحي والاكتظاظ، قال البديري إن التجمع بالاشتراك مع مدراء الفنادق والمؤسسات المشاركة جهز فنادق “غراند بارك” و”كابيتول” و”كريسماس” في القدس، لاستقبال حالات الحجر الصحي والأطباء من الضفة الغربية الذين يعملون في القدس.
واندرج أيضا تعقيم المؤسسات الحيوية وإدارة حملات تبرع بالدم وتوفير وتخزين المعدات والأدوات الطبية لحالات الطوارئ ضمن إنجازات التجمع المستمرة حتى اللحظة والمرتقبة لساعة الصفر.
وعن ساعة الصفر، يقول منسق المؤسسات في “التجمع المقدسي لمواجهة كورونا” مروان الغول إن التجمع يقوم بجرد للطواقم الطبية غير الفعالة، ويوجه نداءات للأطباء والممرضين والقابلات في القدس لتسجيل بياناتهم ووضعهم على قائمة الاحتياط لمواجهة الأزمة.
وأضاف الغول للجزيرة نت أن التجمع خاطب الجهات الرسمية الفلسطينية والدولية ورجال الأعمال لتوسيع رقعة الدعم والمساندة.